أوس لــيــبــيــا
أوس لــيــبــيــا
أوس لــيــبــيــا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أوس لــيــبــيــا

موقع اهديه الي اخي الشهيد اوس نحسبه كدالك
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» شعر جميل عن الصداقة
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالأحد أغسطس 04, 2013 4:48 am من طرف Admin

» فضائل شهر رمضان الكريم
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالسبت يوليو 06, 2013 1:30 pm من طرف Admin

» احذر من كلمة (شاطر) فإن معناها سيء جدا
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 5:23 am من طرف Admin

» صور ناروتو شيبودن
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 5:11 am من طرف Admin

» البطل ابراهيم البحريني
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالجمعة ديسمبر 30, 2011 1:44 pm من طرف ام ساره

» هبرقر الحم
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالجمعة ديسمبر 16, 2011 4:39 am من طرف safa

» غرف نوم الاطفال رووووووووووووووووووعة
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالخميس ديسمبر 15, 2011 9:32 am من طرف فلة

»  ون بيس 492 One piece مترجمة..
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالخميس ديسمبر 15, 2011 9:16 am من طرف فلة

» صور حلويات اروبية غريبة
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالخميس ديسمبر 15, 2011 8:40 am من طرف safa

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
anwar
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
BRATZ
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
safa
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
ام ساره
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
فلة
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
lilley
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
hannah montana
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
فتاة الياسمين
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
abira
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_rcapمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Voting_barمن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Vote_lcap 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط أوس لــيــبــيــا على موقع حفض الصفحات
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 19 بتاريخ الأربعاء مارس 01, 2023 2:29 pm
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية
تصويت
سحابة الكلمات الدلالية
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام ساره




عدد الرسائل : 68
  : من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره 15781610
تاريخ التسجيل : 26/01/2009
السٌّمعَة : 0

من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Empty
مُساهمةموضوع: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره   من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره Emptyالأربعاء فبراير 17, 2010 9:37 am

قوله : ( باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره )
قال شيخ الإسلام رحمه الله : الاستغاثة والدعاء أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب ، والدعاء أعم من الاستغاثة ، لأنه يكون من المكروب وغيره . فعطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص . فبينهما عموم وخصوص مطلق ، يجتمعان في مادة وينفرد الدعاء عنها في مادة ، فكل استغاثة دعاء ، وليس كل دعاء استغاثة .
وقوله : أو يدعو غيره اعلم أن الدعاء نوعان : دعاء عبادة ، ودعاء مسألة ، ويراد به في القرآن هذا تارة ، وهذا تارة ، ويراد به مجموعهما فدعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر ، ولهذا أنكر الله على من يدعو أحداً من دونه ممن لا يملك ضراً ولا نفعاً ، كقوله تعالى : ' 5 : 76 ' " قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم " وقوله : ' 6 : 71 ' " قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين " وقال : ' 10 : 106 ' " ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين " .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة ، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة ، قال الله تعالى : ' 7 : 55 ' " ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين " وقال تعالى : ' 6 : 40 ، 41 ' " قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون " وقال تعالى : ' 13 : 14 ' " له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " وأمثال هذا في القرآن في دعاء المسألة أكثر من أن يحصر ، وهو يتضمن دعاء العبادة ، لأن السائل أخلص سؤاله لله ، وذلك من أفضل العبادات ، وكذلك الذاكر لله والتالي لكتابه ونحوه ، طالب من الله في المعنى ، فيكون داعياً عابداً .
فتبين بهذا من قول شيخ الإسلام أن دعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة كما أن دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة ، وقد قال الله تعالى عن خليله : ' 19 ، 48 ، 49 ' " وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا * فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا " فصار الدعاء من أنواع العبادة ، فإن قوله : " وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا " كقول زكريا : ' 19 : 4 ' " إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا " . وقد أمر الله تعالى به في مواضع من كتابه كقوله : ' 7 : 55 ، 56 ' " ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين " وهذا هو دعاء المسألة المتضمن للعبادة ، فإن الداعي يرغب إلى المدعو ويخضع له ويتذلل .
وضابط هذا : أن كل أمر شرعه الله لعباده وأمرهم به ففعله لله عبادة ، فإذا صرف من تلك العبادة شيئاً لغير الله فهو مشرك مصادم لما بعث به رسوله من قوله : ' 39 : 14 ' " قل الله أعبد مخلصاً له ديني " وسيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله تعالى .

تعظيم رسول الله غير الغلو فيه
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الرسالة السنية : فإذا كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ممن انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة ، فليعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضاً من الإسلام لأسباب منها : الغلو في بعض المشايخ ، بل الغلو في علي بن أبي طالب ، بل الغلو في المسيح ، فكل من غلا في نبي أو رجل صالح ، وجعل فيه نوعاً من الإلهية مثل أن يقول : يا سيدي فلان انصرني أو أغثني ، أو ارزقني ، أو أنا في حسبك ، ونحو هذه الأقوال . فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه ، فإن تاب وإلا قتل . فإن الله سبحانه وتعالى إنما أرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، ليعبد وحده لا شريك له ، ولا يدعى معه إله آخر . والذي يدعون مع الله آلهة آخرى مثل المسيح والملائكة والأصنام ، لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق أو تنزل المطر أو تنبت النبات ، وإنما كانوا يعبدونهم ، أو يعبدون قبورهم ، أو يعبدون صورهم ، يقولون : ' 39 : 3 ' " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " ' 10 : 101 ' " ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " فبعث الله سبحانه رسله تنهى عن أن يدعى أحد من دونه ، لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة . ا هـ .
وقال أيضاً : من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم كفر إجماعاً .
نقله عنه صاحب الفروع وصاحب الإنصاف وصاحب الإقناع وغيرهم . وذكره شيخ الإسلام ونقلته عنه في الرد على ابن جرجيس في مسألة الوسائط .
وقال ابن القيم رحمه الله : ومن أنواعه ـ يعني الشرك ـ طلب الحوائج من الموتى ، والاستغاثة بهم والتوجه إليهم . وهذا أصل شرك العالم . فإن الميت قد انقطع عمله ، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، فضلاً عمن استغاث به أو سأله أن يشفع له إلى الله ، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده ، وسيأتي تتمة كلامه في باب الشفاعة إن شاء الله تعالى .
وقال الحافظ محمد بن عبد الهادي رحمه الله في رده على السبكى في قوله : إن المبالغة في تعظيمه ـ أي الرسول صلى الله عليه وسلم ـ واجبة .
إن أريد به المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظمياً ، حتى الحج إلى قبره والسجود له ، والطواف به ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، وأنه يعطى ويمنع لمن استغاث به من دون الله الضر والنفع ، وأنه يقضى حوائج السائلين ويفرج كربات المكروبين ، وأنه يشفع فيمن يشاء ، ويدخل الجنة من يشاء ـ فدعوى المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرك ، وانسلاخ من جملة الدين .
وفي الفتاوى البزازية من كتب الحنفية : قال علماؤنا : من قال أرواح المشائخ حاضرة تعلم : يكفر .

الرد على من ادعى أن للأولياء تصرفاً
وقال الشيخ صنع الله الحنفي رحمه الله ـ في كتابه الرد على من ادعى أن للأولياء تصرفات في الحياة وبعد الممات على سبيل الكرامة : هذا وأنه قد ظهر الآن فيما بين المسلمين جماعات يدعون أن للأولياء تصرفات بحياتهم وبعد مماتهم ، ويستغاث بهم في الشدائد والبليات وبهممهم تكشف المهمات ، فيأتون قبورهم وينادونهم في قضاء الحاجات ، مستدلين أن ذلك منهم كرامات وقالوا: منهم أبدان ونقباء ، وأوتاد ونجباء وسبعون وسبعة ، وأربعون وأربعة ، والقطب هو الغوث للناس ، وعليه المدار بلا التباس ، وجوزوا لهم الذبائح والنذور ، وأثبتوا فيهما الأجور ، قال : وهذا كلام فيه تفريط وإفراد ، بل فيه الهلاك الأبدى والعذاب السرمدى، لما فيه من روائح الشرك المحقق ، ومصادمة الكتاب العزيز المصدق ، ومخالفة لعقائد الأئمة وما اجتمعت عليه الأمة . وفي التنزيل : ' 4 : 114 ' " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " .
ثم قال : فأما قولهم : إن للأولياء تصرفات في حياتهم وبعد الممات ، فيرده قوله تعالى : ' 27 : 61 ـ 64 ' " أإله مع الله " ' 7 : 54 ' " ألا له الخلق والأمر " ' 3 : 189 و 5 : 19 و 20 : 123 و 24 : 42 و 42 : 49 و 45 : 27 و 48 : 14 ' " لله ملك السموات والأرض " ونحوها من الآيات الدالة على أنه المنفرد بالخلق والتدبير والتصرف والتقدير ، ولا شئ لغيره في شئ ما بوجه من الوجوه فالكل تحت ملكه وقهره تصرفاً وملكاً ، وإماتة وخلقاً . وتمدح الرب تبار وتعالى بانفراده بملكه في آيات من كتابه كقوله : ' 35 : 3 ' " هل من خالق غير الله ؟ " ' 35 : 40 ' " والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير " وذكر آيات في هذا المعنى .
ثم قوله : فقوله في الآيات كلها من دونه أي من غيره . فإنه هام يدخل فيه من اعتقدته ، ومن ولى وشيطان تستمده ، فإن من لم يقدر على نصر نفسه كيف يمد غيره ؟ إلى أن قال : إن هذا لقول وخيم، وشرك عظيم ، إلى أن قال : وأما القول بالتصرف بعد الممات فهو أشنع وأبدع من القول بالتصرف في الحياة . قال جل ذكره : ' 29 : 30 ' " إنك ميت وإنهم ميتون " ' 39 : 42 ' " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى " ' 3 : 185 و 21 : 34 و 29 : 57 ' " كل نفس ذائقة الموت " ' 74 : 38 ' " كل نفس بما كسبت رهينة " وفي الحديث : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث " الحديث فجميع ذلك وما هو نحوه دال على انقطاع الحس والحركة من الميت ، وأن أرواحهم ممسكة وأن أعمالهم منقطعة عن زيادة ونقصان ، فدل ذلك على أنه ليس للميت تصرف في ذاته فضلاً عن غيره . فإذا عجز عن حركة نفسه . فكيف يتصرف في غيره ؟ فلله سبحانه يخبر أن الأرواح عنده، وهؤلاء الملحدون يقولون : إن الأرواح مطلقة متصرفة ' 2 : 140 ' " قل أأنتم أعلم أم الله ؟ " .
قال : وأما اعتقادهم أن هذه التصرفات لهم من الكرامات ، فهو من المغالطة ، لأن الكرامة شئ من عند الله يكرم به أولياءه ، لا قصد لهم فيه ولا تحدى ، ولا قدرة ولا علم ، كما في قصة مريم بنت عمران ، وأسيد بن حضير ، وأبي مسلم الخولاني .
قال : وأما قولهم فيستغاث بهم في الشدائد ، فهذا أقبح مما قبله وأبدع لمصادمته قوله جل ذكره : ' 27 : 62 ' " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله ؟ " ' 6 : 63 ، 64 ' " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين * قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون " وذكر آيات في هذا المعنى ، ثم قال : فإنه جل ذكره قرر أنه الكاشف للضر لا غيره ، وأنه المنفرد بإجابة المضطرين ، وأنه المستغاث لذلك كله ، وأنه القادر على دفع الضر ، القادر على إيصال الخير . فهو المنفرد بذلك ، فإذا تعين هو جل ذكره خرج غيره من ملك ونبى وولي .
قال : والاستغاثة تجوز في الأسباب الظاهرة العادية من الأمور الحسية في قتال ، أو إدراك عدو أو سبع أو نحوه ، كقولهم : يا لزيد ، يا للمسلمين ، بحسب الأفعال الظاهرة .
وأما الإستغاثة بالقوة والتأثير أو في الأمور المعنوية من الشدائد ، كالمرض وخوف الغرق والضيق والفقر وطلب الرزق ونحوه فمن خصائص الله لا يطلب فيها غيره .
قال : وأما كونهم معتقدين التأثير منهم في قضاء حاجاتهم كما تفعله جاهلية العرب والصوفية والجهال . وينادونهم ويستنجدون بهم . فهذا من المنكرات . فمن اعتقد أن لغير الله من نبى أو ولى أو روح أو غير ذلك في كشف كربة وغيره على وجه الإمداد منه : أشرك مع الله ، إذ لا قادر على الدفع غيره ولا خير إلا خيره .
قال : وأما ما قالوا إن منهم أبدالاً ونقباء وأوتاداً ونجباء وسبعين وسبعة وأربعين وأربعة والقطب هو الغوث للناس . فهذا من موضوعات إفكهم . كما ذكره القاضي المحدث في سراج المريدين ، وابن الجوزى وابن تيمية . انتهى باختصار .
والمقصود أن أهل العلم ما زالوا ينكرون هذه الأمور الشركية التي عمت بها البلوى واعتقدها أهل الأهواء . فلو تتبعنا كلام العلماء المنكرين لهذه الأمور الشركية لطال الكتاب . والبصير النبيل يدرك الحق من أول دليل، ومن قال قولاً بلا برهان فقوله ظاهر البطلان، مخالف ما عليه أهل الحق والإيمان المتمسكون بمحكم القرآن ، المتسجيون لداعى الحق والإيمان . والله المستعان وعليه التكلان .

" ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك " إلخ
قال : وقوله تعالى : ' 10 : 106 ' " ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين " .
قال ابن عطية : معناه قيل لي ولا تدع فهو عطف على أقم وهذا الأمر والمخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم . إذا كانت هكذا فأحرى أن يحذر من ذلك غيره . والخطاب خرج مخرج الخصوص وهو عام للأمة .
قال أبو جعفر ابن جرير في هذه الآية : يقول تعالى ذكره : ولا تدع يا محمد من دون معبودك وخالقك شيئاً لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخرة ، ولا يضرك في دين ولا دنيا ، يعنى بذلك الآلهة والأصنام ، يقول لا تعبدها راجياً نفعها أو خائفاً ضرها فإنها لا تنفع ولا تضر . فإن فعلت ذلك فدعوتها من دون الله فإنك إذاً من الظالمين يكون من المشركين بالله الظالم لنفسه .
قلت : وهذه الآية لها نظائر كقوله : ' 26 : 213 ' " فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين " وقوله: ' 28 : 88 ' " ولا تدع مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو " ففي هذه الآيات بيان أن كل مدعو يكون إلهاً ، والإلهية حق لله لا يصلح منها شئ لغيره . ولهذا قال : " لا إله إلا هو " كما قال تعالى : ' 22 : 62 ' " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير " وهذا هو التوحيد الذي بعث الله به رسله ، وأنزل به كتبه ، كما قال تعالى : ' 98 : 5 ' " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " والدين : كل ما يدان الله به من العبادات الظاهرة والباطنة . وفسره ابن جرير في تفسيره بالدعاء ، وهو فرد من أفراد العبادة ، على عادة السلف في التفسير ، يفسرون الآية ببعض أفراد معناها ، فمن صرف منها شيئاً لقبر أو صنم أو وثن أو غير ذلك فقد اتخذه معبوداً وجعله شريكاً لله في الإلهية التي لا يستحقها إلا هو ، كما قال تعالى : '23 : 117 ' " ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " فتبين بهذه الآية ونحوها أن دعوة غير الله كفر وشرك وضلال .
وقوله : '10 : 107 ' " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله " فإنه المنفرد بالملك والقهر ، والعطاء والمنع ، والضر والنفع ، دون كل ما سواه . فيلزم من ذلك أن يكون هو المدعو وحده ، المعبود وحده ، فإن العبادة لا تصلح إلا لمالك الضر والنفع . ولا يملك ذلك ولا شيئاً منه غيره تعالى ، فهو المستحق للعبادة وحده ، دون من لا يضر ولا ينفع .
وقوله تعالى : ' 39 : 38 ' " قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون " وقال : ' 35 : 2 ' " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم " فهذا ما أخبر به الله تعالى في كتابه من تفرده بالإلهية والربوبية ، ونصب الأدلة على ذلك . فاعتقد عباد القبور والمشاهد نقيض ما أخبر به الله تعالى ، واتخذوهم شركاء لله في استجلاب المنافع ودفع المكاره ، بسؤالهم والالتجاء بالرغبة والرهبة والتضرع ، وغير ذلك من العبادات التي لا يستحقها إلا الله تعالى ، واتخذوهم شركاء لله في ربوبيته وإلهيته . وهذا فوق شرك كفار العرب القائلين : " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " " هؤلاء شفعاؤنا عند الله " فإن أولئك يدعونهم ليشفعوا لهم ويقربوهم إلى الله . وكانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك ، لا شريك لك* إلا شريكاً هو لك * تملكه وما ملك * .
وأما هؤلاء المشركون فاعتقدوا في أهل القبور والمشاهد ما هو أعظم من ذلك . فجعلوا لهم نصيباً من التصرف والتدبير ، وجعلوهم معاذاً لهم وملاذاً في الرغبات والرهبات " سبحان الله عما يشركون " .
وقوله : " وهو الغفور الرحيم " أي لمن تاب إليه .
قال : وقوله تعالى : ' 29 : 17 ' " فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون" يأمر تعالى عباده بابتغاء الرزق منه وحده دون ما سواه ممن لا يملك لهم رزقاً من السماوات والأرض شيئاً . فتقديم الظرف يفيد الاختصاص . وقوله : واعبدوه من عطف العام على الخاص ، فإن ابتغاء الرزق عنده من العبادة التي أمر الله بها .
قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى : فابتغوا أي فاطلبوا عند الله الرزق أي لا عند غيره . لأنه المالك له ، وغيره لا يملك شيئاً من ذلك واعبدوه أي أخلصوا له العبادة وحده لا شريك له واشكروا له أي على ما أنعم عليكم إليه ترجعون أي يوم القيامة فيجازى كل عامل بعمله .

" إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون " إلخ

" ومن أضل ممن يدعو من دون الله " إلخ
قال : : وقوله ' 46 : 5 ، 6 ' " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين "
نفى سبحانه أن يكون أحد أضل ممن يدعو غيره . وأخبر أنه لا يستجيب له ما طلب منه إلى يوم القيامة . والآية تعم على كل من يدعى من دون الله ، كما قال تعالى : ' 17 : 56 ' " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً " وفي هذه الآية أخبر أنه لا يستجيب وأنه غافل عن داعيه " وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين " فتناولت الآية كل داع وكل مدعو من دون الله .
قال أبو جعفر بن جرير في قوله : " وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً " يقول تعالى ذكره : وإذا جمع الناس ليوم القيامة في موقف الحساب كانت هذه الآلهة التي يدعونها في الدنيا لهم أعداء ، لأنهم يتبرأون منهم " وكانوا بعبادتهم كافرين " يقول تعالى ذكره : وكانت آلهتهم التي يعبدونها في الدنيا بعبادتهم جاحدين ، لأنهم يقولون يوم القيامة : ما أمرناهم ولا شعرنا بعبادتها إيانا . تبرأنا منهم يا ربنا . كما قال تعالى : ' 25 : 17 ، 18 ' " ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل * قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا " .
قال ابن جرير : " ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله " من الملائكة والإنس والجن وساق بسنده عن مجاهد قال : عيسى وعزير والملائكة .
ثم قال : يقول تعالى ذكره قالت الملائكة الذين كان هؤلاء المشركون يعبدونهم من دون الله وعيسى : تنزيهاً لك يا ربنا وتبرئةً مما أضاف إليك هؤلاء المشركون " ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء " نواليهم " أنت ولينا من دونهم " انتهى .
قلت : وأكثر ما يستعمل الدعاء في الكتاب والسنة واللغة ولسان الصحابة ومن بعدهم من العلماء : في السؤال والطلب ، كما قال العلماء من أهل اللغة وغيرهم : الصلاة لغة الدعاء ، وقد قال تعالى : ' 35 : 13 ، 14 ' " والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير " الآيتين وقال : ' 6 : 63 ' " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية " وقال : ' 10 : 12 ' " وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً " وقال : ' 41 : 51 ' " وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض " وقال : ' 41 : 49 ' "لا يسأم الإنسان من دعاء الخير " الآية . وقال : ' 8 : 9 ' " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم " الآية .
وفي حديث أنس مرفوعاً : " الدعاء مخ العبادة " وفي الحديث الصحيح : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " وفي آخر : " من يسأل الله يغضب عليه " وحديث : " ليس شئ أكرم على الله من الدعاء " رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه . وقوله : " الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض " رواه الحاكم وصححه . وقوله : " سلوا الله كل شئ حتى الشسع إذا انقطع " الحديث . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : أفضل العبادة الدعاء وقرأ : ' 40 :60 ' "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " الآية . رواه ابن المنذر والحاكم وصححه . وحديث : " اللهم إني أسألك بأن لله الحمد لا إله إلا أنت المنان..." الحديث وحديث : " اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد " وأمثال هذا في الكتاب والسنة أكثر من أن يحصر ، في الدعاء الذي هو السؤال والطلب ، فمن جحد كون السؤال والطلب عبادة فقد صادم النصوص وخالف اللغة واستعمال الأمة سلفاً وخلفاً .
وأما ما تقدم من كلام شيخ الإسلام ، وتبعه العلامة ابن القيم رحمهما الله تعالى من أن الدعاء نوعان : دعاء مسألة ودعاء عبادة . وما ذكر بينهما من التلازم وتضمن أحدهما للآخر . فذلك باعتبار كون الذاكر والتالي والمصلى والمتقرب بالنسك وغيره طالباً في المعنى . فيدخل في مسمى الدعاء بهذا الاعتبار ، وقد شرح الله تعالى في الصلاة الشرعية من دعاء المسألة ما لا تصح الصلاة إلا به ، كما في الفاتحة والسجدتين وفي التشهد ، وذلك عبادة كالركوع والسجود . فتدبر هذا المقام يتبين لك جهل الجاهلين بالتوحيد.
ومما يتبين هذا المقام ويزيد إيضاحاً . قوله العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في قوله تعالى : ' 17 : 110 ' " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى " وهذا الدعاء المشهور أنه دعاء المسألة . قالوا : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول مرة يا الله ومرة يا رحمن فظن المشركون أنه يدعو إلهين فأنزل الله هذه الآية . ذكر هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما . وقيل : إن هذا الدعاء هنا بمعنى التسمية ، والمعنى : أي سميتموه به من أسماء الله تعالى ، إما الله وإما الرحمن فله الأسماء الحسنى . وهذا من لوازم المعنى في الآية . وليس هو عين المراد . بل المراد بالدعاء معناه المعهود المطرد في القرآن . وهو دعاء السؤال ودعاء الثناء .
ثم قال : إذا عرف هذا فقوله : " ادعوا ربكم تضرعا وخفية " يتناول نوعي الدعاء لكنه ظاهر في دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة ، ولهذا أمر بإخفائه . قال الحسن : بين دعاء السر ودعاء العلانية سبعون ضعيفاً . ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء ولم يسمع لهم صوت إن كان إلا همساً بينهم وبين ربهم . وقوله تعالى : ' 2 : 186 ' " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " يتناول نوعى الدعاء ، وبكل منهما فسرت الآية قيل : أعطيه إذا سألني ، وقيل أثيبه إذا عبدني ، وليس هذا من استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ، بل هذا استعمال في حقيقته الواحدة المتضمنة للأمرين جمعياً . وهذا يأتي في مسألة الصلاة وإنها نقل عن مسماها في اللغة وصارت حقيقة شرعية ، واستعملت في هذه العبادة مجازاً للعلاقة بينهما وبين المسمى اللغوي وهي باقية على الوضع اللغوي ، وضم إليها أركان وشرائط . فعلى ما قررناه لا حاجة إلى شئ من ذلك ، فإن المصلى من أول صلاته إلى آخرها لا ينفك عن دعاء : إما عبادة وثناء ، أو دعاء طلب ومسألة ، وهو في الحالتين داع . ا هـ . ملخصاً من البدائع .

" أمن يجيب المضطر إذا دعاه "
قال : وقوله ' 27 : 62 ' " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون " بين تعالى أن المشركين من العرب ونحوهم قد علموا أنه لا يجيب المضطر ويكشف السوء إلى الله وحده فذكر ذلك سبحانه محتجاً عليهم في اتخاذهم الشفعاء من دونه ، ولهذا قال " أإله مع الله ؟ " يعنى يفعل ذلك . فإذا كانت آلهتهم لا تجيبهم في حال الاضطرار فلا يصلح أن يجعلوها شركاء لله الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء وحده . وهذا أصح ما فسرت به الآية كسابقتها من قوله " أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون * أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون " ولا حقتها إلى قوله : " أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون * أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " .
فتأمل هذه الآيات يتبين لك أن الله تعالى احتج على المشركين بما أقروا به على ما جحدوه : من قصر العبادة جمعيها عليه ، كما في فاتحة الكتاب : " إياك نعبد وإياك نستعين " .
قال أبو جعفر بن جرير : قوله : " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "ـ إلى قوله ـ "قليلاً ما تذكرون " يقول تعالى ذكره : أم ما تشركون بالله خير ، أم الذي يجيب المضطر إذا دعاء ويكشف السوء النازل به عنه ؟ وقوله : " ويجعلكم خلفاء الأرض " يقول : يستخلف بعد أمواتكم في الأرض منكم خلفاء أحياء يخلفونهم ، وقوله : " أإله مع الله ؟ " أإله سواه يفعل هذه الأشياء بكم وينعم عليكم هذه النعم ؟ وقوله : " قليلاً ما تذكرون " يقول تذكراً قليلاً من عظمة الله وأياديه عندكم تذكرون ، وتعتبرون ححج الله عليكم يسيراً . فلذلك أشركوا بالله وغيره في عبادته . ا هـ .

قوله صلى الله عليه وسلم أنه لا يستغاث بي
قوله : وروى الطبراني "أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين . فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه لا يستغاث بي ، وإنما يستغاث بالله " .
الطبراني : هو الإمام الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني ، صاحب المعاجم الثلاثة وغيرها . روى عن النسائي وإسحاق بن إبراهيم الديرى وخلق كثير . مات سنة ستين وثلثمائة . روى هذا الحديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه .
قوله : أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين لم أقف على اسم هذا المنافق .
قلت : هو عبد الله بن أبي كما صرح به ابن أبي حاتم في روايته .
قوله : فقال بعضهم أي الصحابة رضي الله عنهم ، هو أبو بكر رضي الله عنه .
قوله : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق لأنه صلى الله عليه وسلم يقدر على كف أذاه .
قوله إنه لا يستغاث بي ، وإنما يستغاث بالله فيه النص على أنه لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بمن دونه . كره صلى الله عليه وسلم أن يستعمل هذا اللفظ في حقه ، وإن كان مما يقدر عليه في حياته ، حماية لجناب التوحيد ، وسداً لذرائع الشرك وأدباً وتواضعاً لربه ، وتحذيراً للأمة من وسائل الشرك في الأقوال والأفعال . فإذا كان فيما يقدر عليه صلى الله عليه وسلم في حياته ، فكيف يجوز أن يستغاث به بعد وفاته ويطلب منه أموراً لا يقدر عليها إلا الله عز وجل ؟ كما جرى على ألسنة كثير من الشعراء كالبوصيري والبرعي وغيرهم ، من الاستغاثة بمن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، ويعرضون عن الاستغاثة بالرب العظيم القادر على كل شيء الذي له الخلق والأمر وحده ، وله الملك وحده ، لا إله غيره ولا رب سواه . قال تعالى : ( 7 : 187 ) " قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله " في مواضع من القرآن ( 72 : 21 ) " قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً " فأعرض هؤلاء عن القرآن واعتقدوا نقيض ما دلت عليه هذه الآيات المحكمات ، وتبعهم على ذلك الضلال الخلق الكثير والجم الغفير . فاعتقدوا الشرك بالله ديناً ، والهدى ضلالاً ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . فما أعظمها من مصيبة عمت بها البلوى ، فعاندوا أهل التوحيد وبدعوا أهل التجريد ، فالله المستعان .

المصدر كتاب فتح المجيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أوس لــيــبــيــا :: المنتدي العام :: اعرف نبيك :: ركن التوحيد والعقيدة الصحيحة في الاسلام-
انتقل الى: